لا تزال السودان وفلسطين وجنوب السودان وهايتي ومالي من البؤر الساخنة المقلقة للغاية، فيما عادت جمهورية الكونغو الديمقراطية لتصبح من البؤر الساخنة التي ينبغي مراقبتها
حد المزارعين يجهز التربة في مزرعته باستخدام المعول قبل موسم الزراعة في غيتيكيري، مقاطعة يامبيو، جنوب السودان.
©FAO/Arete/Patrick Meinhardt
نشرة إخبارية مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي
روما - صدر تقرير جديد مشترك للأمم المتحدة يحذر من أنّ السكان في خمس بؤر ساخنة للجوع في العالم يعانون من الجوع الشديد ومهددون بخطر المجاعة والموت خلال الأشهر القادمة ما لم تُتخذ إجراءات إنسانية عاجلة وتُبذل جهود دولية منسقة لخفض حدة الصراع والحد من النزوح وتوفير إغاثية عاجلة وشاملة.
ويُظهر أحدث تقرير عن بؤر الجوع الساخنة أنّ السودان وفلسطين وجنوب السودان وهايتي ومالي هي بؤر ساخنة مقلقة للغاية، حيث إنّ المجتمعات المحلية هناك تعاني في الأصل من المجاعة أو هي عرضة لخطر المجاعة أو تواجه مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب اشتداد الصراعات والصدمات الاقتصادية والأخطار الطبيعية أو استمرارها. وما يفاقم الأزمات المدمرة هو تزايد القيود على إيصال المساعدات وأوجه القصور في التمويل الضروري.
ويعتبر تقرير البؤر الساخنة للجوع الذي يصدر كل ستة أشهر بمثابة إنذار مبكر وتحليل استباقي للأزمات الغذائية المتفاقمة على مدار الأشهر الخمسة التالية. ويتوقع الإصدار الأخير منه، الذي تم إعداده ونشره بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي عن طريق الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية (GNAFC)، حدوث زيادة كبيرة في انعدام الأمن الغذائي الحاد في 13 بلدًا وإقليمًا – ستكون أكثر بؤر الجوع الساخنة خطورة في العالم خلال الأشهر المقبلة.
وبالإضافة إلى البؤر الساخنة المقلقة للغاية، فإنّ اليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا هي حاليًا بؤر ساخنة تثير قلقًا بالغًا وتتطلب اهتمامًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح وسبل العيش. وتتضمن البؤر الساخنة الأخرى بوركينا فاسو وتشاد والصومال والجمهورية العربية السورية.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو: "يوضح هذا التقرير الأمر بجلاء: الجوع اليوم ليس تهديدًا يلوح في الأفق، بل هو حالة طوارئ يومية يعيشها الملايين. ويجب علينا أن نتحرك الآن، وأن نعمل معًا، لكي ننقذ الأرواح ونحمي سبل العيش. ولم تعد حماية مزارع الناس وحيواناتهم لضمان استمرارهم في إنتاج الأغذية في مناطقهم، حتى في أشدّ الظروف وأحلكها، مجرد حاجة ملحة - بل باتت أمرًا ضروريًا."
وقالت السيدة Cindy McCain، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "يدعو هذا التقرير إلى حالة تأهب قصوى. فنحن نعلم أين تتزايد مستويات الجوع ونعلم أي من البلدان معرض للخطر. ولدينا الأدوات والخبرات اللازمة للاستجابة، ولكن لا يمكننا إنقاذ الأرواح من دون التمويل وإتاحة المجال أمام إيصال المساعدات. ومن الضروري توفير الاستثمارات العاجلة والمستدامة في المساعدات الغذائية ودعم التعافي لأنّ الفرصة السانحة لمنع استفحال الجوع المدمر تتلاشى بسرعة."
بؤر ساخنة مقلقة للغاية
تأكدت المجاعة في السودان في عام 2024. ومن المتوقع أن تستمر هذه الظروف بسبب استمرار الصراع والنزوح، لا سيما في منطقتي كردفان الكبرى ودارفور الكبرى. ومن المرجح أن يزداد النزوح بصورة أكبر خلال الفترة التي شملتها التوقعات مع تواصل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. وتدفع هذه الظروف البلاد نحو خطر الانهيار الاقتصادي الجزئي، حيث إنّ التضخم المرتفع يحد بشدة من إمكانية الحصول على الغذاء. وكانت التوقعات تشير إلى أنّ حوالي 24.6 ملايين شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من مستوى أزمة أو أسوأ (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، ومنهم 000 637 شخص سيواجهون مستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) خلال مايو/ أيار 2025.[1]
وفي فلسطين، يتزايد احتمال حدوث مجاعة في قطاع غزة حيث تعيق العمليات العسكرية الواسعة النطاق القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية، الغذائية منها وغير الغذائية. وإلى جانب الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، فإنّ ارتفاع أسعار الأغذية بالاقتران مع استنزاف سبل العيش والحصار التجاري ستؤدي جميعًا إلى تسريع الانهيار الاقتصادي. ومن المتوقع أن يواجه سكان غزة بأكملهم – أي 2.1 مليون شخص - انعدام الأمن الغذائي الحاد من مستوى أزمة أو أسوأ (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي)، في حين من المتوقع أن يواجه 000 470 شخص منهم مستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) خلال سبتمبر/ أيلول 2025.
ويواجه جنوب السودان تهديدات مضاعفة جراء التوترات السياسية ومخاطر حدوث فيضانات والتحديات الاقتصادية. ومن المتوقع أن يواجه نحو 7.7 ملايين شخص - أو نسبة 57 في المائة من السكان - مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) بين شهري أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز 2025، مع توقع أن يواجه 000 63 شخص منهم انعدام الأمن الغذائي الحاد من مستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي). وصدرت عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي معلومات محدثة في أعقاب استكمال التقرير أشارت إلى ظهور خطر المجاعة في منطقتين في البلاد وأكّدت التوقعات القاتمة.
وفي هايتي، وصل عنف العصابات وانعدام الأمن إلى مستويات قياسية أدت إلى نزوح المجتمعات المحلية وتعطيل إيصال المساعدات. وثمة أكثر من 400 8 نازح داخلي يواجهون حاليًا انعدام الأمن الغذائي الحاد من مستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في مدينة بورت أو برنس بحلول يونيو/ حزيران 2025.
وفي غضون ذلك، يؤدي ارتفاع أسعار الحبوب والصراع الدائر في مالي إلى إنهاك قدرات الأسر المعيشية الأضعف على التكيف مع الأوضاع، لا سيما في المناطق المتأثرة بالصراع. ويتربص خطر الكارثة (المرحلة 5 من مراحل التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) بنحو 600 2 شخص بين شهري يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب 2025 ما لم تتوفر لهم المساعدة في الوقت المناسب.
بؤر ساخنة إضافية وتحسّن ملموس
في ميانمار، من المرجح أن يؤدي تأثير الزلزال الكبير الذي ضرب البلاد مؤخرًا إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي المتردية أصلًا في البلاد بسبب تزايد حدة الصراع، والنزوح الواسع النطاق، والقيود الشديدة المفروضة على إيصال المساعدات، وارتفاع أسعار الأغذية.
وأُعيدت جمهورية الكونغو الدمقراطية إلى قائمة البؤر الساخنة بسبب اشتداد الصراع فيها.
وفي المقابل، جرى حذف كل من إثيوبيا وكينيا ولبنان وليسوتو وملاوي وموزمبيق وناميبيا والنيجر وزامبيا وزمبابوي من قائمة بؤر الجوع الساخنة. وفي أفريقيا الشرقية والجنوبية، وكذلك في النيجر، أدت الظروف المناخية الأكثر مؤاتاة للمحاصيل وانخفاض الظواهر المناخية القصوى إلى تخفيف الضغوط على الأمن الغذائي. كما أزيل لبنان من القائمة بفعل تراجع حدة العمليات العسكرية. بيد أنّ المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي يحذران من أنّ هذه المكاسب لا تزال هشّة وقد تنعكس سريعًا في حال عادت الصدمات.
دعوة إلى التضامن العالمي
إنّ إيصال المساعدات معطل بشكل كبير في العديد من البؤر الساخنة بسبب تقييد وصول المساعدات الإنسانية الناجم عن انعدام الأمن أو العوائق البيروقراطية أو العزلة المكانية. وفي الوقت نفسه، فإنّ النقص الحاد في التمويل يؤدي إلى خفض الحصص الغذائية، مما يحد من وصول التدخلات الغذائية والزراعية المنقذة للأرواح.
ويسلط تقرير "بؤر الجوع الساخنة" الضوء على أهمية مواصلة الاستثمار في العمل الإنساني المبكر. فالتدخلات الاستباقية تنقذ الأرواح، وتضيّق الفجوات الغذائية، وتحمي الأصول وسبل العيش بكلفة أقل بكثير من العمل الإنساني اللاحق.
# # #
بالإمكان تنزيل تقرير "بؤر الجوع الساخنة" من هذا الرابط.
وبالإمكان الاطلاع على مزيد من المعلومات حول التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
ملاحظة للمحررين
تقرير "بؤر الجوع الساخنة" هو جزء من مجموعة منتجات تحليلية تمولها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ويجري إنتاجها في إطار الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية بغية تعزيز وتنسيق عمليات توليد المعلومات والتحليلات القائمة على الأدلة وتبادلها بهدف منع الأزمات الغذائية ومعالجتها.
وتشمل هذه السلسلة أيضًا التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2025 الذي صدر مؤخرًا والذي يبحث بأثر رجعي في مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2024، ليكون مكملًا لتقرير "بؤر الجوع الساخنة" الذي يشكل تحليلاً استشرافيًا للإنذار المبكر يزود صانعي القرار بالمعلومات اللازمة للتخطيط وتخصيص الموارد.
[1] لم تصادق حكومة السودان على تحليل التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في عام 2024.
إيرينا أوتكينا المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657052542 [email protected]
Machrine Birungi أخصائية العلاقات مع وسائل الإعلام / برنامج الأغذية العالمي [email protected]