يتناول التقرير، الذي يُشير إلى المخاطر، آثار إنفلونزا الطيور وتغير أنماط التجارة منذ عام 2022 والغش في الأسماك، وأهداف قطاع الشحن البحري لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري
©FAO
روما - تشير أحدث تقييمات منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) إلى توقعات متفائلة نسبيًا بالنسبة إلى أسواق السلع الغذائية العالمية، إذ من المتوقع، وفقًا لتقرير جديد صادر عن المنظمة، أن يزداد الإنتاج في جميع السلع الأساسية، باستثناء السكر.
وفي ما يتعلق بالسلع الزراعية الأساسية، من المرتقب أن يبلغ الإنتاج العالمي من الأرز والذرة والذرة الرفيعة والبذور الزيتية مستويات قياسية جديدة، وفقًا للدراسة الاستشرافية للأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة التي أشارت أيضًا إلى أن الإنتاج الغذائي العالمي لا يزال عرضة للظروف الجوية السيئة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المستمرة، وأوجه عدم اليقين في السياسات التجارية، والظروف الاقتصادية.
وصرّح السيد Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، قائلًا "في حين تبدو اتجاهات الإنتاج الزراعي قوية، فإن العوامل التي قد تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي العالمي آخذة في التزايد".
ويقدّم هذا المطبوع النصف السنوي الأخير تقييمات للسوق وتوقعات مُحدّثة لإنتاج السلع الغذائية الرئيسية وتجارتها واستخدامها ومخزوناتها، بما في ذلك القمح والحبوب الخشنة والأرز والمحاصيل الزيتية والسكر واللحوم ومنتجات الألبان ومصايد الأسماك. كما يُقدّر فاتورة الواردات الغذائية العالمية، ويتضمن فصولًا مواضيعية خاصة تتناول تأثير إنفلونزا الطيور، وتغير أنماط التجارة منذ عام 2022، والحوافز المحتملة لمكافحة الغش في الأسماك في سياق النظم الزراعية والغذائية العالمية، وآثار إزالة الكربون من القطاع البحري بالنسبة إلى الواردات الغذائية.
وفي عام 2025، من المرجح أن تؤثر التوترات التجارية وأوجه عدم اليقين السياسي على فاتورة الواردات الغذائية العالمية من خلال التأثير على أحجام الواردات وأسعارها، وخاصةً المنتجات الحساسة كالمشروبات الاستوائية والسلع الحيوانية. وسيختلف التأثير باختلاف البلدان والسلع، تبعًا لعوامل مثل الاعتماد على الواردات وتوافر البدائل. وقد يؤدي سوء الأحوال الجوية والانقطاعات المتعلقة بسلسلة الإمداد إلى زيادة تكاليف الاستيراد.
إنفلونزا الطيور
يتضمن تقرير دراسة استشرافية للأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة قسمًا خاصًا يبحث في كيفية تأثير إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض على قطاع الدواجن حول العالم. فعلى الرغم من تكرار تفشي المرض على مدى السنوات الأربع الماضية، ظلّت أنماط تصدير لحوم الدواجن مستقرة. وفي عام 2025، أبلغت البرازيل، ثالث أكبر منتج للحوم الدواجن في العالم، إذ تُمثل ما يقرب من 30 في المائة من الصادرات العالمية - عن أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور شديدة الإمراض في مزارع الدواجن التجارية.
وبلغ الإنتاج العالمي من بيض الدجاج 91 مليون طن - أي ما يعادل حوالي 1.7 تريليونات بيضة - في عام 2023، إذ ساهمت الصين بنسبة 38 في المائة، تليها الهند والولايات المتحدة بنسبة 8 في المائة و7 في المائة، على التوالي. ورغم أن حجم التداول المعتاد لا يتجاوز 2.2 مليون طن، فقد تضاعف هذا الحجم تقريبًا في عام 2024. ونتيجة لذلك، لا تزال تقلبات أسعار البيض تمثل مشكلة.
وتفاقمت إنفلونزا الطيور عالية الإمراض لتصبح أحد أهم المخاطر البيولوجية التي تهدّد قطاع الدواجن العالمي، إذ أثرت على أكثر من 173 مليون دجاجة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها منذ عام 2022، ممّا أدى إلى تكاليف متعلقة بإدارة تفشي المرض وتعويض المزارعين تجاوزت 1.4 مليارات دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2024.
ولطالما شكّلت متحورات إنفلونزا الطيور عالية الإمراض التي تنتشر عن طريق الطيور البرية المهاجرة مشكلةً، لكن حالات تفشي المرض منذ عام 2020 تُظهر نمطًا أكثر استمرارًا وانتشارًا، مع آثار اقتصادية أكبر.
ويُلاحظ تأثير إنفلونزا الطيور عالية الإمراض على إنتاج الأغذية بشكل رئيسي في قطاع إنتاج البيض، نظرًا إلى قصر دورة إنتاج دجاج التسمين، وكونها تُربى عادةً في حظائر مغلقة.
فصول خاصة أخرى
يتضمن تقرير دراسة استشرافية للأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة مجموعة من الفصول الخاصة الأخرى التي تتناول قضايا مواضيعية رئيسية.
ويُحلّل أحد الفصول تدفقات تجارة الأسمدة العالمية منذ عام 2022، مُسلِّطًا الضوء على تنامي حصة الاتحاد الروسي في سوق التصدير العالمية بالنسبة إلى معظم فئات منتجات الأسمدة الرئيسية. ويتناول فصل آخر التحولات في تجارة الحبوب العالمية، مُشيرًا إلى أن الاتحاد الروسي وأوكرانيا، اللذين يمثلان معًا قرابة ربع الصادرات العالمية من القمح والذرة والشعير، قد أظهرا قدرةً على الصمود والتكيّف.
ويستكشف فصل منفصل الدوافع الرئيسية التي تكمن وراء الأسعار الدولية للأسمدة، حيث يشير إلى أن متوسط تكلفة سلة من أسمدة النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم بلغ 437 دولارًا أمريكيًا للطن في مايو/أيار 2025، بانخفاض عن ذروته التاريخية التي بلغت 815 دولارًا أمريكيًا للطن في أبريل/نيسان 2022.
ويُقيّم فصل آخر الحوافز الاقتصادية وراء "الغش في الأسماك"، وهو خطرٌ يتفاقم بسبب الكميات الكبيرة من الأغذية المائية المتداولة عالميًا، وتعقيد سلاسل الإمداد، وفقدان العديد من المنتجات لخصائصها المميزة بمجرد تقطيعها أو تجهيزها. ويمكن أن تؤدي الحوافز الاقتصادية إلى ممارسات مثل استبدال الأنواع، وتزوير منطقة الصيد المُعلنة، وتقديم الأسماك المستزرعة على أنها أسماك طبيعية.
ويناقش الفصل الخاص الأخير في التقرير الآثار المحتملة لإزالة الكربون من قطاع النقل البحري الدولي بالنسبة إلى البلدان النامية المستوردة الصافية للأغذية.
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]
كريستوفر إمسدن المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053291 [email protected]