حفل التكريم يحتفي بالمجتمعات المحلية التي تصون المعارف التقليدية والتنوع البيولوجي والقدرة على الصمود من أجل مستقبل ينعم بالأمن الغذائي
©FAO/Giuseppe Carotenuto
روما - احتفلت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم بإنجاز مهم، حيث كرّمت 28 موقعًا في 14 بلدًا جرى تصنيفها على مدى العامين الماضيين ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية (GIAHS).
وقد نُظّم حفل التكريم في المقر الرئيسي للمنظمة في روما في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة. وفي إطار تكريم هذه المواقع، سلّط الحفل الضوء على مساهمتها الحيوية في حماية التنوع البيولوجي الزراعي، وصون المعارف التقليدية، وتعزيز قدرة المجتمعات الريفية المحلية على الصمود في وجه تغيّر المناخ.
وتضمّ الشبكة العالمية لنظم التراث الزراعي حاليًا 102 نظامًا في مختلف أرجاء العالم.
وقال المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، في رسالة فيديوية وجّهها إلى المشاركين في الحفل: "أود أن أوجه تهنئة خاصة إلى المزارعين والصيادين والرعاة والحراجيين الذين يواصلون الحفاظ على هذه المعارف التقليدية، في وقت باتت فيه أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وأضاف السيد شو دونيو: "هذه الابتكارات التي أثبت الزمن جدواها تقدّم دروسًا عملية لحماية النظم الإيكولوجية، والتكيّف مع آثار أزمة المناخ، وضمان الأمن الغذائي، والحفاظ على سبل العيش. وأردف قائلًا: "إنّ كل موقع من مواقع نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية يبرهن كيف يمكن للتقاليد الزراعية أن تُساهم في تحقيق الأفضليات الأربع أي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل - من دون ترك أي أحد خلف الركب".
وتخللت الحفل كلمات لكل من معالي السيد Guillem Casal Font، وزير البيئة والزراعة والثروة الحيوانية والمتحدث باسم حكومة أندورا؛ ومعالي السيد Nilton Garrido de Sousa Pontes، وزير الزراعة والثروة السمكية والتنمية الريفية في سان تومي وبرينسيبي؛ ومعالي السيد Hakimzoda Qurbon، وزير الزراعة في جمهورية طاجيكستان. كما نُقلت رسائل نيابة عن وزراء الزراعة في إندونيسيا وإيطاليا واليابان.
وكان من بين الشخصيات الحكومية الرفيعة المستوى التي حضرت الحفل سعادة السيدة Ana Lilia Rivera Rivera، العضو في مجلس الشيوخ في المكسيك؛ والسيد Daniele Milano، رئيس بلدية أمالفي في إيطاليا؛ والسيد Oswaldo Betancort García، رئيس مجلس بلدية لانزاروت في إسبانيا.
وشارك أيضًا الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية السيد Zurab Pololikashvili برسالة فيديوية لهذه المناسبة، سلّط فيها الضوء على الروابط الوثيقة بين نظم التراث الزراعي والسياحة المستدامة والتنمية الريفية.
وتضمّن برنامج الحفل أيضًا جلسة حوار رفيع المستوى بشأن السياسات ضمّت كبار المسؤولين من دول مختارة بهدف مناقشة البيئة المواتية لتطوير نظم التراث الزراعي وتبادل الخبرات في هذا المجال. وشملت كذلك جلسة بعنوان "برنامج حواري - أصوات من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية"، كانت بمثابة مساحة لتبادل الآراء بين ممثلين عن المجتمعات المحلية من البرازيل، وإكوادور، وجمهورية كوريا، وإيطاليا، وتنزانيا، وتونس.
وكان من بين هؤلاء الممثلين رئيس مجتمع رعوي من قبائل ماساي، وإحدى المزارعات من الشعوب الأصلية في كوتاكاشي، وإحدى نساء "هاينيو" اللواتي يمارسن الغوص من جزيرة جيجو - حيث رووا تجاربهم في الصمود والابتكار والاعتزاز الثقافي. وقد أظهرت شهاداتهم كيف أنّ نظم التراث الزراعي تمثل مختبرًا حيًا للاستدامة تتكامل فيه المعارف التقليدية مع الابتكار لحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز الأمن الغذائي، وإلهام الأجيال القادمة.
ورافق الحفل معرض أُقيم في البهو الرئيسي في المنظمة للمنتجات والصور والقصص المستمدة من نظم التراث الزراعي من حول العالم. كما يعرض متحف وشبكة الأغذية والزراعة الجديد - FAO MuNe مختارات من مواقع هذه النظم ضمن حيّز "التقاليد والابتكار"، فيُقدّم للزوار لمحة عن جميع النظم المصنّفة البالغ عددها 102 نظامًا.
ومنذ إطلاق مبادرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية في عام 2002 واعتمادها رسميًا كواحد من برامج المنظمة في عام 2015، نجحت في تحديد وصون نظم زراعية استثنائية في 29 بلدًا موزعة على خمس أقاليم. وتتميّز هذه النظم بالتنوع البيولوجي الزراعي، والمعارف التقليدية، والتراث الثقافي، وتديرها بشكل مستدام مجتمعات محلية تعتمد على الزراعة والصيد والرعي والغابات. ومن خلال الربط بين التقاليد والابتكار، تُساهم هذه النظم في الحفاظ على الممارسات المتوارثة وتعزيز التنمية الريفية المستدامة وبناء نظم زراعية وغذائية أكثر قدرة على الصمود، بما يتماشى مع رؤية المنظمة المتعلقة بالأفضليات الأربع وخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]
جياكومو مارتيلا المكتب الاعلامي للمنظمة (روما) [email protected]