منظمة الأغذية والزراعة تكشف عن منهجية محدّثة لتتبّع استدامة مصايد الأسماك

نتائج مناطق الصيد في المحيط الهادئ تُعرض في قمة هونيارا في جزر سليمان

عرض النتائج من مناطق الصيد في المحيط الهادئ في قمة هونيارا في جزر سليمان.

©FAO/Karianako James

25/02/2025

هونيارا، جزر سليمان - كشفت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم عن تفاصيل تحديث رئيسي لمنهجية مؤشر حالة الأرصدة السمكية (SoSI) في قمة هونيارا في جزر سليمان (24-27 فبراير/شباط).

وقد مثل هذا الأمر خطوة مهمة للمضي قدمًا في تتبّع مصايد الأسماك وإدارتها بكفاءة أكبر، ودعم الجهود العالمية الرامية إلى تعزيز الإدارة الفعالة للمحيط وموارده.

وإلى جانب تفاصيل المنهجية المحدّثة، تم عرض نتائج منطقتي الصيد 71 و81 التابعتين للمنظمة والواقعتين في المحيط الهادئ. وسيتم نشر النتائج الكاملة في وقت لاحق من هذا العام في التقرير عن حالة الموارد السمكية في العالم الذي سيتم إصداره في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس، فرنسا.

التطورات المتعلقة بالمنهجية

يتم حساب مؤشر حالة الأرصدة السمكية كل عامين وعرضه في التقرير الرئيسي عن حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم. وقد تم تحديث المنهجية المحسّنة لتقديم تحليل أكثر دقة وشمولًا لحالة الأرصدة وسلامتها، وهي تعتمد نهج تقييم ثلاثي المستويات، بما يضمن قدرة أكبر على التكيّف بناءً على توافر البيانات وجودتها في مصايد الأسماك المختلفة. ويتمثل أحد التحسينات الرئيسية في الزيادة الكبيرة في عدد الأرصدة التي تم تقييمها في كل منطقة صيد رئيسية تابعة للمنظمة من حوالي 500 إلى حوالي 600 2، ممّا يوفر رؤى عالية الدقة بشأن حالة الموارد السمكية وسلامتها على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتم وضع المنهجية واختبارها في 19 حلقة عمل ومشاورة شاركت فيها 200 مؤسسة وطنية وإقليمية لمصايد الأسماك وأصحاب مصلحة من 92 بلدًا. وساهم أكثر من 650 عالمًا ومحلّلًا للسياسات في تحسين النتائج وإثباتها في إطار تعاوني. وبالإضافة إلى ذلك، عزّز النهج القدرات في المناطق ذات الموارد المحدودة من خلال العمل بشكل وثيق مع العلماء لتقييم حالة مواردها. وإن المنهجية المحدّثة، التي أقرّتها لجنة مصايد الأسماك التابعة للمنظمة في دورتها السادسة والثلاثين، ستساعد العلماء الإقليميين ومؤسسات مصايد الأسماك على تقييم مصايد الأسماك بشكل أكثر فعالية، بما يوفر لصناع السياسات بيانات أدق لتنفيذ سياسات الاستدامة المستهدفة على المستويين الإقليمي والوطني.

وأوضح السيد Manuel Barange، المدير العام المساعد ومدير شعبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في المنظمة، قائلًا خلال القمة، "إن هذه التحسينات المنهجية جزءٌ من الجهود الجارية لضمان أن تكون قرارات إدارة مصايد الأسماك العالمية مستنيرة بأفضل العلوم المتاحة، وتوازن بين جهود الصون واحتياجات الأمن الغذائي".

المنطقة 71، غرب وسط المحيط الهادئ: صورة أكثر دقة تكشف عن تحديات عاجلة متعلقة بالاستدامة

تعدّ منطقة غرب وسط المحيط الهادئ، موطنًا لأكبر عدد من الصيادين الحرفيين وصغار الصيادين على مستوى العالم، وهي واحدة من أكثر المناطق تعقيدًا من حيث إدارة مصايد الأسماك. وتغطي هذه المنطقة المناطق الاقتصادية الخالصة لما عدده 23 بلدًا وإقليمًا، وقد واجهت منذ فترة طويلة تحديات في مجالي جمع البيانات وتقييم الأرصدة.

وحتى عام 2021، تم تقييم 43 رصيدًا فقط في هذه المنطقة؛ وبموجب المنهجية المحدّثة، تم الآن دمج البيانات من 265 رصيدًا، ممّا يوفر صورة أكثر دقة وتمثيلًا. وتشير تقديرات مؤشر حالة الأرصدة السمكية الآن إلى أن 52.5 في المائة من الأرصدة المُقيّمة هي أرصدة مستدامة بيولوجيًا، وهو ما يمثل انخفاضًا مقارنةً بما نسبته 80 في المائة في عام 2019، و77 في المائة في عام 2021. ولكن هذا الانخفاض لا يدّل بالضرورة على تدهور حالة الأرصدة، بل هو تقييم أكثر دقة وشمولاً وأكثر صحّة من التقديرات السابقة.

وتسلّط النتائج الضوء على التحديات المستمرة في مصايد الأسماك الرئيسية، خاصة في جنوب شرق آسيا، إذ تواجه أسماك التونة الوثابة والتونة ذات الزعانف الصفراء آثار تغير المناخ والقدرات المفرطة. ويشير التحليل أيضًا إلى أن الأسماك السطحية الصغيرة وأنواع الشعاب المرجانية الساحلية وأسماك القرش في جنوب شرق آسيا تعاني من انخفاض كبير بسبب الصيد المفرط وفقدان الموائل وضعف إنفاذ القانون. وتتفاقم هذه القضايا بسبب محدودية الوصول إلى البيانات الموثوقة التي تعيق تقييم الأرصدة وإدارتها بشكل فعال. وإن معالجة هذه الفجوات في البيانات أمر بالغ الأهمية لتعزيز جمع البيانات والحوكمة وممارسات الصيد المستدامة في جميع أنحاء الإقليم.

وعلى الرغم من هذه التحديات، اضطلعت هيئة مصايد الأسماك في غرب ووسط المحيط الهادئ بدور حاسم في ضمان الإدارة المستدامة لأرصدة مختلفة من أنواع التونة الرئيسية، بما في ذلك أسماك التونة الوثابة والتونة ذات الزعانف الصفراء والتونة البيضاء والتونة كبيرة العين. وتعدّ هذه الأنواع محرّك قطاع التونة في الإقليم ولا تزال تُدار بشكل مستدام بفضل اللوائح القائمة على العلوم وحدود الصيد وبرامج الرصد. كما تظل مصايد أسماك القرش في شمال أستراليا من بين أفضل المصايد التي تتم إدارتها في الإقليم.

المنطقة 81، مصايد الأسماك في جنوب غرب المحيط الهادئ: صورة أكثر وضوحًا واستدامة أقوى

على عكس صورة الاستدامة في المنطقة 71، تكشف مجموعة بيانات أكثر شمولًا وقوائم أرصدة موسّعة عن توقعات استدامة أقوى للمنطقة 81 في جنوب غرب المحيط الهادئ، والتي تشمل المناطق الاقتصادية الخالصة لنيوزيلندا وجزءًا من أستراليا (ولاية نيو ساوث ويلز)، فضلًا عن مناطق واسعة من أعالي البحار.

وتقدّر المنهجية المحدّثة أن 85.5 في المائة من الأرصدة المقيّمة يتم صيدها بشكل مستدام بيولوجيًا، وهي نسبة أعلى بقليل من نسبة 75.9 في المائة في عام 2021، عندما كانت المنهجية القديمة قيد الاستخدام. ويعكس الارتفاع زيادة في عدد الأرصدة الخاضعة للتقييم - 166 مقارنةً بالتقييمات المجمّعة السابقة البالغ عددها 29 تقييمًا.

وتُظهر المنطقة 81 تباينًا كبيرًا في حالة الأرصدة. ففي حين يزدهر بعض الأرصدة، مثل أسماك النازلي وجراد البحر الصخري، لا تزال أرصدة أخرى، مثل سمك الخشن البرتقالي وسمك المرلين المخطط، تعاني من الصيد المفرط.

وتم إغلاق بعض مصايد الأسماك، مثل المحار النيوزيلندي وبلح البحر الإسفيني، بسبب انخفاض الأرصدة. ومع استعادة حدود المصيد للأرصدة السمكية وتحسين الإنتاجية، أصبحت هذه المنطقة مرجعًا عالميًا للإدارة المستدامة لمصايد الأسماك.

عن قمة هونيارا

ركّزت قمة هونيارا لعام 2025 على العمل الهادف والابتكار من أجل تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة: الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة. واستضافت القمة حكومة جزر سليمان ووكالة مصايد الأسماك التابعة لمنتدى جزر المحيط الهادئ بالتعاون مع المنظمة وسعادة السفير Peter Thompson، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالمحيطات.

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]