اتفق وزراء الزراعة من مختلف أنحاء العالم على تسريع الانتقال إلى اقتصاد قائم على الكتلة الأحيائية يكون الأمن الغذائي والتغذية والعمل المناخي في صميمه
جناح منظمة الأغذية والزراعة في منتدى الابتكار التابع للمنتدى العالمي للأغذية والزراعة 2025، حيث تُعرض ممارسات منظمة الأغذية والزراعة الابتكارية لتشجيع الاقتصاد البيولوجي المستدام.
©FAO/Lea Plantek
برلين - يشكل الاقتصاد البيولوجي قوة دافعة لتحويل النظم الزراعية والغذائية ويبشر بمستقبل تقوم فيه الزراعة بتغذية العالم من ناحية، وبرعاية كوكب الأرض والسكان من ناحية أخرى. وفي البيان الختامي للمنتدى العالمي للأغذية والزراعة 2025 في برلين، شدّد وزراء الزارعة على إسناد الأولوية للأمن الغذائي والتغذية وتحويل النظم الزراعية والغذائية ضمن مبادرات الاقتصاد البيولوجي المستدام. وسلّطت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) الضوء في المنتدى على عملها الرائد في مجال الاقتصاد البيولوجي على مدى العقد الماضي، والذي تراوح بين دعم الاستراتيجيات القطرية وتطوير المقاييس وتوطيد التعاون والتنسيق الدوليين.
ودعم الوزراء بالإجماع مبادرة وزارة الأغذية والزراعة الاتحادية في ألمانيا لمساعدة المنظمة على إقامة شراكة عالمية متعددة أصحاب المصلحة في مجال الاقتصاد البيولوجي من أجل النظم الزراعية والغذائية المستدامة.
والمنتدى العالمي للأغذية والزراعة هو مؤتمر دولي يتطرق إلى مسائل رئيسية من أجل مستقبل الزراعة المستدامة والسياسات الغذائية، تعقده سنويًا وزارة الأغذية والزراعة الاتحادية في ألمانيا. وعُقدت الدورة السابعة عشرة للمنتدى خلال الفترة من 15 إلى 18 يناير/كانون الثاني 2025 بمشاركة أكثر من 80 بلدًا ومنظمة دولية، حيث ركز على الموضوع الرئيسي بعنوان "زراعة اقتصاد بيولوجي مستدام".
ويشمل الاقتصاد البيولوجي إنتاج الموارد البيولوجية واستخدامها وصونها وتجديدها على نحو مستدام. ويدمج هذا المفهوم المعارف والعلوم والتكنولوجيا والابتكارات ذات الصلة من أجل توفير حلول مستدامة لاقتصاد أكثر كفاءةً وعدالةً ومراعاةً للبيئة. ودمجت المنظمة الاقتصاد البيولوجي كمجال عمل مكرس ضمن إطارها الاستراتيجي للفترة 2022-2031. وتقدم المنظمة، من خلال مبادرتها، الإرشادات والدعم التقني لمساعدة صانعي السياسات على تطوير اقتصاد بيولوجي مستدام يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وفي المنتدى العالمي للأغذية والزراعة، شدّد وفد المنظمة بقيادة السيد Kaveh Zahedi، مدير مكتب تغيّر المناخ والتنوّع البيولوجي والبيئة، على الدور المحوري الذي تؤديه الزراعة والنظم الزراعية والغذائية في الاقتصاد البيولوجي، فأبرز دعوة الأجهزة الرئاسية في المنظمة إلى تشكيل شراكة عالمية تكون بمثابة حافز لوضع السياسات والاستراتيجيات والخطط وبناء القدرات ونظم المعرفة والمحفزات.
وفي البيان الختامي لمؤتمر وزراء الزراعة في برلين، شدّد السيد Zahedi على أن الاقتصاد البيولوجي المستدام يوفر أحد أكثر المسارات الواعدة للأجهزة الرئاسية لمعالجة الأزمات المتعاقبة المتعلقة بالنزاعات والركود الاقتصادي وتغيّر المناخ، التي تعيق جهود القضاء على الفقر والتقدم في سبيل تحقيق الأمن الغذائي، وأكد مجددًا التزام المنظمة بدعم شراكة عالمية لتعزيز تبادل الخبرات والمقاييس والابتكارات والتكنولوجيا والإجراءات الكفيلة بتحويل النظم الزراعية والغذائية لكي تكون أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامةً.
وأبرزت الجلسة الجانبية في المؤتمر السابع عشر لوزراء الزراعة في برلين، التي تولت المنظمة تيسيرها، أهمية معالجة أوجه عدم المساواة ضمن البلدان وي ما بينها أثناء الانتقال إلى الاقتصادات البيولوجية. وتعهد الوزراء المشاركون بعدد من الالتزامات بما يخص الجوانب الاجتماعية للاقتصاد البيولوجي، شملت دعم الانتقال العادل، وتعزيز تطبيق الحق في الغذاء الكافي، وتمكين النساء والشباب والفئات المهمشة، ودعم التنمية الريفية، وتحسين فرص الحصول على الأراضي، وضمان التقاسم العادل للمنافع. وشملت التحديات الرئيسية تكاليف الإنتاج الأعلى للمنتجات الأحيائية، والتعريفات الجمركية الأعلى على المنتجات الأحيائية المجهّزة، وغياب البنى التحتية في المناطق الريفية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن أجل معالجة هذه المسائل، اقترح الوزراء الدعوة إلى تغيير السياسات، ودعم الأبحاث حول سلوك المستهلكين، وتسريع تنمية المناطق الريفية في جميع أنحاء العالم. وتؤكد هذه الحلول المقترحة الحاجة إلى توطيد التعاون المتعدد الأطراف في مختلف قطاعات التجارة والتنمية المستدامة.
ابتكارات الاقتصاد البيولوجي من أجل حل الأزمات العالمية
ركزت الفعالية الوزارية الرفيعة المستوى بشأن الفاقد والمهدر من الأغذية التي عقدتها المنظمة في 17 يناير/كانون الثاني على إبراز إمكانات ابتكارات الاقتصاد البيولوجي بالنسبة إلى الفاقد والمهدر من الأغذية. وتمت مناقشة الأدوات والحلول والنُهج مع ممثلين عن بلدان ومؤسسات مالية دولية وشركاء إنمائيين من أجل تحفيز تحويل النظم الزراعية والغذائية.
وشمل المتحدثون السيد Leonard Mizzi، رئيس المديرية العامة للنظم الزراعية والغذائية المستدامة ومصايد الأسماك التابعة للمفوضية الأوروبية، والسيد Gunther Beger، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومعالي السيدة Anila Denaj، وزيرة الزراعية والتنمية الريفية في ألبانيا، والسيدة Julie Collins، وزيرة الزراعية ومصايد الأسماك والموارد الحرجية في أستراليا، والسيدة Shobha Shetty، المديرة العالمية للبنك الدولي، والسيدة Josefa Leonel Correia Sacko، مفوضة الاتحاد الأفريقي للزارعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، الذين شاركوا رؤيتهم للنهوض بتنمية الاقتصاد البيولوجي المستدام عبر الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية. وتطرّق معالي السيد Vitaliy Koval، وزير السياسة الزراعية والأغذية في أوكرانيا، عن الحاجة إلى مرافق لامركزية لتخزين الأغذية من أجل ضمان الأمن الغذائي في البلاد المتضررة بفعل النزاع. وبالنظر إلى المستقبل، حدّد المحاورون عدة مجالات حاسمة ينبغي التركيز عليها وهي البنية التحتية غير الملائمة، والاستثمارات غير الكافية، وغياب البيانات الموثوقة. وشدّدوا على الحاجة إلى توطيد وتوسيع التعاون والشراكات والتنسيق على الصعيد الدولي.
التشجيع على عقد شراكة عالمية للاقتصاد البيولوجي
اجتمعت لجنة لخبراء المنظمة في 17 يناير/كانون الثاني، شاركت ي تنظيمها Agri-Food Canada والمجلس الاستشاري الدولي للاقتصاد البيولوجي العالمي والزراعة، لمناقشة النهوض بالاقتصاد البيولوجي العالمي من خلال التعاون الدولي. وحدّد الخبراء عدة تحدّيات تعيق النهوض بالاقتصاد البيولوجي، بما في ذلك الحصول غير المتكافئ على الموارد والعلوم والتكنولوجيات والابتكارات، والقدرات المؤسساتية المتفاوتة، والافتقار إلى البيانات وأطر الرصد العالمية، والتنوّع في استراتيجيات الاقتصاد البيولوجي. وشكلت هذه العوائق حواجز هامة أمام تعزيز الاستثمارات المستدامة والعمل في الميدان. وشدّد الخبراء كذلك على أهمية التعلم من التجارب الوطنية الناجحة، وتشجيع نقل المعارف والتكنولوجيا، وضمان اتساق السياسات، وتعزيز فرص الحصول على التمويل.
وأبرز السيد Zahedi الإمكانات التحويلية للاقتصاد البيولوجي في مجال النهوض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، لا سيما في بلدان النصف الجنوبي من العالم. وأكدت رؤاه الثاقبة أهمية الاستفادة من استراتيجيات الاقتصاد البيولوجي لمعالجة التحدّيات العالمية الملحة. وقامت السيدة Carina Pimenta، الأمينة الوطنية للاقتصاد البيولوجي في وزارة البيئة وتغيّر المناخ في البرازيل، بتشاطر تجارب البلدان المشاركة في مبادرة مجموعة العشرين للاقتصاد البيولوجي التي أُطلقت العام الماضي. واختُتمت الجلسة بمناقشة عامة شملت الحضور وبحثت طرق تحديد الفرص واجتياز الحواجز أمام التعاون العالمي في مجال الاقتصاد البيولوجي.
وعُقد الاجتماع الوزاري الثاني لمنصة الشراكة المولدوفية للإنتاج الزراعي والغذائي الذي شارك في تنظيمه كل من المنظمة والاتحاد الأوروبي وجمهورية مولدوفا في 18 يناير/كانون الثاني، وذلك على هامش المنتدى العالمي للأغذية والزراعة. وضمّت الفعالية شركاء أساسيين لمناقشة سبل توجيه قدر أكبر من الاستثمارات إلى قطاعات الزراعة والأغذية وطرق ضمان توفير دعم معزز وتسيير إجراءات ملموسة لتحسين استدامة قطاعات الزراعة والأغذية في جمهورية مولدوفا.
وشمل المتحدثون معالي السيد Cem Özdemir، الوزير الاتحادي للأغذية والزراعة في ألمانيا، ومعالي السيدة Ludmila Catlabuga، وزيرة الزراعة والصناعات الغذائية في مولدوفا، إضافة إلى السيد Raimund Jehle، ممثل منظمة الأغذية والزراعة وقائد البرنامج الإقليمي في جمهورية مولدوفا، إلى جانب وزراء من إستونيا وليتوانيا وممثلين رفيعي المستوى من فرنسا ولاتفيا وهولندا ورومانيا.
ليا بلانكيت مكتب المنظمة الإقليمي لأوروبا واّسيا الوسطى 0039.6.570.53625 [email protected]
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]