اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة تعتمد مؤشرًا جديدًا لأهداف التنمية المستدامة بشأن الحد الأدنى للتنوع الغذائي

منظمة الأغذية والزراعة تشارك في رعاية المؤشر الذي يُعتبر أساسيًا للقضاء على سوء التغذية

@ FAO/Fanjan Combrink

جودة النمط الغذائي هامة من أجل الوقاية من جميع أشكال سوء التغذية ودعم الصحة والنمو والتنمية والرفاه.

©FAO/Fanjan Combrink

10/03/2025

نيويورك/ روما - شاركت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في رعاية مؤشر جديد لأهداف التنمية المستدامة بشأن الحد الأدنى للتنوع الغذائي. ويلحظ هذا المؤشر جانبًا مهمًا كان منقوصًا في السابق في تتبع التقدم المحرز نحو القضاء على سوء التغذية وتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الجوع) وخطة عام 2030 الأوسع نطاقًا.

واعتمدت اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة المؤشر الجديد رسميًا يوم الجمعة في دورتها السادسة والخمسين في نيويورك.

ويُمثل إدراج الحد الأدنى للتنوع الغذائي كمؤشر جديد من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة أحد التغييرات الجوهرية القليلة التي وافقت عليها اللجنة كجزء من الاستعراض الشامل لإطار مؤشرات أهداف التنمية المستدامة لعام 2025 - وهو الاستعراض الشامل الثاني والأخير ضمن الإطار الزمني لخطة عام 2030. 

وهو الفصل الأخير في عملية طويلة بدأت منذ أكثر من عام من جانب تحالف من البلدان والمنظمات الدولية بقيادة سويسرا وفي طليعتها منظمة الأغذية والزراعة واليونيسف، وبدعم من منظمة الصحة العالمية.

أهمية الحد الأدنى للتنوع الغذائي

يتسم التنوع - أو تعدد الأغذية التي نستهلكها - بأنه أحد ركائز النمط الغذائي الصحي. وتكتسي جودة النمط الغذائي أهمية من أجل الوقاية من جميع أشكال سوء التغذية ودعم الصحة والنمو والتنمية والرفاه. وقد جرى التحقق من صحة المؤشر الجديد للحد الأدنى للتنوع الغذائي من الناحية المنهجية وسيتم قياسه لفئتين من السكان: الأطفال والنساء في سن الإنجاب، ويطلق عليهما تسمية "الحد الأدنى للتنوع الغذائي لدى الأطفال (MDD-C)" و"الحد الأدنى للتنوع الغذائي لدى النساء (MDD-W)". وستتولى اليونيسف دور الوكالة الراعية لمؤشر الحد الأدنى للتنوع الغذائي لدى الأطفال وستكون منظمة الأغذية والزراعة الوكالة الراعية لمؤشر الحد الأدنى للتنوع الغذائي لدى النساء. وقد أعدّت المنظمة وشركاؤها مؤشرًا بسيطًا للإجابة بنعم أو لا عمّا إذا كانت النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 15 و49 عامًا قد تناولن خمس مجموعات غذائية على الأقل من أصل 10 مجموعات غذائية محددة خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة.

وجرى تحديد المجموعات الغذائية العشر على النحو التالي: الحبوب الخشنة والجذور والدرنات البيضاء والموز الأفريقي؛ والبقول (الفاصوليا والبازلاء والعدس)؛ والجوزيات والبذور؛ والحليب ومنتجات الألبان؛ واللحوم والدواجن والأسماك؛ والبيض؛ والخضروات الورقية الخضراء الداكنة؛ والفواكه والخضروات الأخرى الغنية بالفيتامين ألف؛ والخضروات الأخرى؛ والفواكه الأخرى.

وكلما زادت نسبة النساء اللواتي يبلغن هذا الحد في العيّنة، كلما ارتفعت فرصة اتباع النساء من السكان أنماط غذائية تحتوي على كمية كافية من الفيتامينات والمعادن. وقد اتبعت اليونيسف عملية مشابهة بالنسبة إلى الحد الأدنى للتنوع الغذائي لدى الأطفال.

ولطالما قادت المنظمة واليونيسف، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين، جهود جمع البيانات حول الأمن الغذائي والتغذية، مؤكدة على ضرورة التحقق من صحة أساليب القياس ومواءمتها. ويشمل ذلك انعدام الأمن الغذائي بوصفه جزءًا من عملية رصد الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، بقيادة المنظمة، وعملية تتبع التقدم المحرز باتجاه تحقيق مقاصد جمعية الصحة العالمية مثل تقزّم الأطفال والهزال وفقر الدم والوزن الزائد، بقيادة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية. ويُعدّ إدراج الحد الأدنى للتنوع الغذائي المرة الأولى التي سيضاف فيها قياس جودة الأنماط الغذائية إلى هذه المعلومات الهامة.  

وقال السيد José Rosero Moncayo، رئيس الإحصائيين ومدير شعبة الإحصاءات في المنظمة: "أدى غياب مؤشر لأهداف التنمية المستدامة بشأن الأنماط الغذائية الصحية إلى إغفال الدور المحوري الذي تؤديه النظم الغذائية في تحقيق خطة عام 2030، مع أنه لا يخفى على أحد أنّ الأنماط الغذائية غير الصحية هي المسبب الرئيسي للنتائج الصحية السيئة والأمراض غير المعدية على مستوى العالم. وقد أصبحت الآن لدى البلدان والمجتمع الدولي أداة جديدة تحت تصرفها لصياغة استراتيجيات قائمة على الأدلة من أجل تعزيز نتائج التغذية والصحة من خلال التدخلات المتعلقة بالنمط الغذائي، وبالتالي تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة".

وقالت السيدة Lynnette Neufeld، مديرة شعبة الأغذية والتغذية في المنظمة: "إنّ قياس جودة الأنماط الغذائية ليس بالأمر السهل. فلتقييم جودة النمط الغذائي، يلزمنا في الأوضاع المثالية أن نعرف ما إذا كانت الأنماط الغذائية تحتوي على قدر كافٍ من جميع المغذيات، ومتوازنة من حيث استهلاك الطاقة، ومتنوعة من حيث الأغذية المستهلكة، ومعتدلة من حيث استهلاك الأغذية غير الصحية. ويعدّ القيام بذلك مع إمكانية المقارنة بين السياقات باستخدام مؤشرات يسهل قياسها أمرًا معقدًا. ونحتفل اليوم بالتقدم العظيم الذي أحرزناه في هذا الصدد، مع الإقرار بالتنوع الغذائي كحلقة مفقودة هامة في تتبع التقدم المحرز نحو تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة". 

ويمكن استخدام مؤشر الحد الأدنى للتنوع الغذائي لدى النساء لتقييم التنوع الغذائي على مستوى السكان، وتقييم أثر البرامج، والاسترشاد به في السياسات، وتحديد الأهداف. ويركّز الحد الأدنى للتنوع الغذائي على فئتي النساء والأطفال، وهما الفئتان الأكثر عرضة للإصابة بأشكال متنوعة من سوء التغذية.

خطوة حاسمة إلى الأمام

سوف يجري تحليل الاتجاهات العالمية والإقليمية في تقرير الأمم المتحدة عن أهداف التنمية المستدامة لعام 2025 الذي من المرتقب أن يصدر في شهر يونيو/حزيران، وكذلك تقييم منظمة الأغذية والزراعة "تتبع التقدم المحرز في مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالأغذية والزراعة 2025"، الذي سيصدر في شهر سبتمبر/ أيلول. ومن المتوقع صدور التقديرات على المستوى القطري خلال النصف الثاني من هذا العام.

ويفيد أحدث تقرير عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم بأنّ أكثر من 2.8 مليارات شخص لم يتمكنوا من اتباع نمط غذائي صحي في عام 2022، في حين تُظهر التقديرات الجديدة للسمنة لدى البالغين زيادة مطردة على مدى العقد الماضي، من نسبة 12.1 في المائة في عام 2012 إلى نسبة 15.8 في المائة في عام 2022. وتشير آخر الإسقاطات إلى أنّ عدد البالغين المصابين بالسمنة في العالم سيبلغ 1.2 مليار شخص بحلول عام 2030.

وهذه الإحصاءات مهمة للغاية. ولكن لتصميم إجراءات فعالة وتقييم النتائج وتتبع التقدم المحرز مع مرور الوقت، يجب أن نفهم ما هو الغذاء الذي يتناوله فعليًا الأفراد المعرضون لسوء التغذية - وليس فقط الغذاء المتاح في الأسواق. ويمثل المؤشر الجديد خطوة حاسمة إلى الأمام بهذا الاتجاه.

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

نيكولاس ريجيلو المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]