Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

طاقة أنظف للنازحين


تخفيف حدة التوترات بين المجتمعات المحلية المضيفة والمجتمعات النازحة بشأن الموارد الطبيعية في جيبوتي

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

وُلدت السيدة Hilina في مخيم علي عدي في جيبوتي. وهو الموطن الوحيد الذي تعرفه. 000 17 شخص يعيشون في هذا المخيم وحده. ©FAO/Nick Oloo

20/06/2025

تجلس السيدة Hilina القرفصاء بجانب موقد طهي صغير الحجم موفّرٍ للطاقة، وتقلِّب حساءها وهي تبتسم. 

وتقول السيدة Hilina بفرحة غامرة، وسط مشهد لا ينسجم مع هذا الشعور: "إن هذا الموقد رائع حقًا؛ فهو يحترق دون دخان ويطهو جيدًا".

والسيدة Hilina حاليًا هي من بين أكثر من 000 17 شخص يقيمون في مخيم علي عدي في جيبوتي. فهو مسقط رأسها، والموطن الوحيد الذي تعرفه. فأسرتها قد فرّت من إثيوبيا في عام 1991 بسبب النزاع.

ومخيم علي عدي عبارة عن أرض قاحلة ومُقفرة تحيط بها جبال تبدو وكأنها تراقب المخيم كحراس. وتواصل الأسر، التي فرّت إلى هنا من الصومال وإثيوبيا واليمن، طهيَ الطعام وتوفير الرعاية والتمسك بحبال الأمل، منذ أكثر من عقد من الزمن بالنسبة إلى أسر كثيرة.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من المتوقع أن يصبح ما يقرب من 140 مليون شخص في العالم نازحين قسرًا وعديمي الجنسية بحلول عام 2025، بسبب النزاعات والعنف والاضطهاد والصدمات المرتبطة بالمناخ- وهي تحديات تتفاقم بسبب الاضطرابات الاقتصادية.

وفي شرق أفريقيا وحدها، هناك أكثر من 5.5 ملايين لاجئ وطالب لجوء، ويواجه قرابة 22 مليون شخص نزوحًا داخليًا مطولًا. ويعيش معظمهم في مخيمات أو مستوطنات، لسنوات عديدة في معظم الأحيان، لأن العودة إلى ديارهم ليست خيارًا مطروحًا.

وهذه هي حالة السيدة Hilina. فهي لا تملك منزلًا تعود إليه لأن أسرتها فرت من الحرب منذ عقود.

يساعد مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية، الذي يموله الاتحاد الأوروبي وتنفذه منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، النازحين والمجتمعات المحلية المضيفة والسلطات المحلية على إدارة الموارد الطبيعية بشكل أكثر فعالية، مّما يقلل من حدة التوترات ويدعم البيئة وسبل كسب العيش. ©FAO/Nick Oloo

وتتحمّل السيدة Hilina بمفردها، منذ وفاة والدتها، معظم المسؤوليات المنزلية. وتحضير الطعام لأفراد أسرتها هو إحدى أهمّ مسؤولياتها، وهو عادةً ما يستلزم القيام برحلة طويلة محفوفة بالمخاطر لجمع الحطب.

وقد أوضحت قائلة "تستغرق رحلة جمع الحطب وقتًا طويلًا. تبدأ من بعد الظهر وتستمر حتى الليل. والطريق طويل!... ويغادر الأطفال أيضًا مدارسهم لجمع الحطب".

ويشكّل النزوح الطويل الأمد، مثلما هو الحال في مخيم علي عدي، ضغطًا هائلًا على الموارد الطبيعية الشحيحة، ويمكن أن يُسبب توترًا بين النازحين والمجتمعات المحلية المضيفة. فالغابات، والموارد المائية، والأراضي الصالحة للزراعة كلّها موارد قيّمة تتعرض لضغوط بسبب المخيمات التي قد تتشكّل بين ليلة وضحاها ولكنها تبقى قائمة لعقود.

وقالت السيدة Indira Joshi، موظفة مسؤولة عن حالات الطوارئ وأنشطة القدرة على الصمود في المنظمة "تتمثل التحديات اليومية التي تواجهها هذه المجتمعات المحلية في الوصول إلى سبل كسب العيش، والحماية، والمخاطر الصحية، وأخيرًا وليس آخرًا، التوترات بين المجتمعات المحلية المضيفة وسكان المخيمات أنفسهم. وما يبعث على القلق الشديد هو الطبيعة المطولة لهذا النزوح. لذا، فالسؤال المطروح هو: ما الذي نفعله، نحن المجتمع الدولي، حيال هذا الأمر؟"

وينبثق أحد الأجوبة من مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية، الذي تنفذه المنظمة بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويموّله الاتحاد الأوروبي. فهذا المشروع يساعد النازحين والمجتمعات المحلية المضيفة والسلطات المحلية على إدارة الموارد الطبيعية بفعالية أكبر، وتحسين إمكانية الحصول على الطاقة اللازمة للطهي وسبل كسب العيش.

وإن أساليب الطهي التقليدية لا تستهلك الموارد والوقت فحسب، بل من المحتمل أن تكون خطرة أيضًا، حيث تؤثر على جودة الهواء وتعرض الأسر لمخاطر صحية.

ولمعالجة هذه المشكلة، وزّع المشروع مواقد طهي موفّرة للطاقة.

وقالت السيدة Hilina في هذا الصدد "إن الموقد يحمينا من الذهاب بعيدًا إلى الجبال لجمع الحطب... والحياة أصبحت أسهل".

يتمثل أحد أجزاء مشروع تخصير الاستجابة الإنسانية في توزيع مواقد طهي موفّرة للطاقة، ممّا يقلّل من الحاجة إلى قطع الأشجار للحصول على الحطب، ويحدّ من القيام بالرحلة الطويلة والمحفوفة بالمخاطر لجمع هذا المورد. ©FAO/Nick Oloo

وبالإضافة إلى ذلك، يشجّع المشروع استخدام نبات Prosopis juliflora، وهو نوع من النباتات الغازية، لإنتاج فحم مستدام للطهي. وهذا يقلّل من الحاجة إلى الحطب ويساعد في إدارة نبات Prosopis.

وقال السيد Kwami Dzifanu Nyarko-Badohu، ممثل المنظمة في جيبوتي، "كوننا نحاول الآن تحويل نبات Prosopis إلى فحم أمر مهم جدًا للحدّ من تدهور الموارد الطبيعية ولكن أيضًا لاستخدامه بشكل عقلاني".

ويشير السيد Arturo Gianvenuti، مهندس الزراعة الإيكولوجية في المنظمة، إلى أن مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية أسفر أيضًا عن بيانات مرجعية قيّمة حول الأثر البيئي والاحتياجات من الطاقة. ويمكن أن يُساعد ذلك في توجيه تدخلات أكثر فعالية من حيث التكلفة تدعم سلاسل القيمة المستدامة القائمة على الغابات.

ويقدّم مشروع تخضير الاستجابة الإنسانية نموذجًا قابلًا للتطوير لحماية البيئة بموازاة تحسين حياة الناس- عبر إتاحة طاقة أنظف، واستعادة النظم الإيكولوجية، وتعزيز القدرة على الصمود للأشخاص الذين يعيشون في ظلّ بعض أشد الأوضاع هشاشة في العالم. وقد نُفذ المشروع حتى الآن في كلٍ من أوغندا وتنزانيا وجيبوتي والصومال.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

المطبوع: موجز المشروع: تخضير الاستجابة الإنسانية

المطبوع: الإدارة المستدامة للغابات كوسيلة لتعزيز الاعتماد على الذات وتعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ في حالات النزوح

الموقع الإلكتروني:  شراكة منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: جيبوتي