Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

برطمانات مُحكمة الإغلاق تفتح أبواب الرزق


مركز لتجهيز الأغذية يوفّر فرصًا اقتصادية للنساء في أفغانستان

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في أفغانستان، حيث خيارات كسب العيش المتاحة أمام النساء محدودة، حوّلت نساء منطقة جبل سراج (Jabal Saraj) إعداد المخّللات والمربّى إلى مصدر للدخل. ©FAO/Hashim Azizi

18/08/2025

تتراص على الطاولة برطمانات مليئة بأنواع مختلفة من المنتجات: مخلّلات طازجة، ومربّى، ومعجون طماطم بلون أحمر داكن. وبالقرب منها، تقوم مجموعة من النساء بتقطيع الجزر البرتقالي الزاهي وفرم فصوص الثوم، فيما تنهمك أخريات في تقشير التفاح، لتُضاف جميعها إلى أكوام المكوّنات الطازجة الجاهزة للتجهيز والتعبئة في حاويات.

ففي هذه المنطقة التابعة لمديرية جبل سراج في مقاطعة باروان (Parwan)، شمال شرقي أفغانستان، حوَّلت هؤلاء النساء إنتاج المربّى والمخلّلات إلى وسيلة لكسب لقمة العيش. وتجتمع السيدة Hasina بانتظام مع 19 امرأة أخرى لتقشير منتجات غذائية وتقطيعها وتعبئتها من أجل بيعها. وأصبحن بذلك مُعيلات لأسرهن.

وفي أفغانستان، حيث خيارات كسب العيش المتاحة أمام النساء محدودة، تشكِّل الزراعة مسارًا حاسمًا بالنسبة إليهن. وتسخّر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) خبرتها لدعم النساء من أجل اغتنام هذه الفرص الزراعية.

وتوضّح السيدة Hasina قائلة "قبل أن نبدأ هذا العمل، كنّا ربات بيوت. وكنّا نواجه صعوبات مالية، وضغوطًا نفسية. أما الآن، فقد أثبت لنا هذا المشروع أننا، نحن النساء، قادرات على الاعتماد على أنفسنا".

وفي إطار مشروع ضمان الأمن الغذائي وسبل كسب العيش للأسر المعيشية (HFLS)، الذي تموِّله حكومة لكسمبرغ، ساعدت المنظمة على إنشاء المركز الذي تقوم فيه السيدة Hasina ونساء أخريات بتحضير المنتجات وتعبئتها.

وقدَّم هذا المشروع أيضًا، إلى جانب إنشاء المركز، معدات ودورات تدريبية لكي تتعلّم النساء كيفية تجهيز مجموعة متنوعة من المنتجات وتسويقها على نحو سليم.

وعندما شرعت النساء في بيع هذه المنتجات في الأسواق المحلية، بدأن في الحصول على دخل خاص بهن. وهكذا، أصبحن قادرات على تحمّل كلفة المستلزمات الأساسية، مثل الأغذية والملابس ودفع رسوم المدارس لأطفالهن. وتستخدم السيدة Hasina ما تجنيه من مالٍ لدفع النفقات الدراسية لأبنائها الخمسة، وشراء الحليب ومنتجات الأطفال الرضع، ودفع تكاليف النقل.

بفضل مبادرة مركز تجهيز الأغذية، التي تندرج ضمن إطار مشروع ضمان الأمن الغذائي وسبل كسب العيش للأسر المعيشية، حصلت النساء على ما يلزم من مدخلات زراعية ومهارات لإدارة مشاريع صغيرة النطاق في مجال تجهيز الأغذية كخيار لكسب العيش. ©FAO/Hashim Azizi

تعبئة مهارات النساء وإمكاناتهن

حصلت السيدة Hasina ونساء أخريات أيضًا على التوجيه والدعم من ناشطات في مجال التعبئة الاجتماعية، يعملن عن كثب معهن. وأمّا الناشطون في مجال التعبئة الاجتماعية، فهم شباب من الرجال والنساء الذين وظَّفهم المشروع ودرّبهم، وقد أنهوا مؤخرًا دراستهم في مجال الزراعة ويضعون ما تعلّموه موضع التطبيق. وهم ينقلون ما تعلّموه في مجالات التثقيف الغذائي والصرف الصحي ورعاية الأطفال والحصول على الخدمات العامة إلى أفراد المجتمع الآخرين.

وتقدِّم السيدة Fazila Sadat، وهي ناشطة في مجال التعبئة الاجتماعية تعمل مع مجموعة السيدة Hasina، التوجيه إلى هؤلاء النساء من خلال جلسات عملية منتظمة، تتراوح بين كيفية تحضير كل منتج بشكل آمن وكيفية تحسين التعبئة والنظافة الصحية. وفي المراحل الأولى، كانت تلتقي بالمجموعة مرة أو مرتين أسبوعيًا لتقديم التدريب العملي المباشر.

ومع اكتساب النساء المهارات والثقة، تحوّلت الجلسات إلى لقاءات أسبوعية لمناقشة التقدّم المحرز، والأسواق، وخطط الإنتاج، لضمان تطبيق ما تعلّمنه.

وعلاوةً على ذلك، ولمساعدة النساء على التوسّع خارج الأسواق المحلية، أتاح لهن المشروع فرصًا لعرض منتجاتهن في المعارض والفعاليات الزراعية. وفي أحد هذه المعارض في كابول، تمكّنت نساء المركز من التواصل مع المشترين والتعرّف على الطلب في السوق. كما حسّنّ أساليب تسويقهن من خلال تصميم ملصقات المنتجات وطباعتها لجذب المزيد من المستهلكين.

وقد أتاح الدعم الذي وفَّره المشروع الفرصة للسيدة Hasina ونساء أخريات لدعم أسرهن. كما عزّز التفاعل المجتمعي، فوفّر فضاءً تجتمع فيها النساء ليس فقط لمعالجة التحديات الاقتصادية، بل أيضًا لتقديم الدعم العاطفي. 

توفّر الناشطات في مجال التعبئة الاجتماعية التوجيه والدعم للنساء في المركز، وتقدّم لهن التدريب والمهارات اللازمة.©FAO/Hashim Azizi

أثر متنامٍ

في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2025، أنتجت النساء في المديريات الأربع المستهدفة بمبادرات تجهيز الأغذية من خلال مشروع ضمان الأمن الغذائي وسبل كسب العيش للأسر المعيشية، أكثر من 000 154 كيلوغرام من المنتجات المعدّة للبيع، التي تراوحت بين المربّي والخلطات المتبّلة والصلصات والمخلّلات. وقد حققت هذه المبيعات دخلًا قارب 6 930 000 مليون أفغاني (أي ما يعادل 000 99 دولار أمريكي)، وهو دخل ما كانت لتجنيه النساء لولا هذه المبادرة، وهو ما ساعد على تقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة من بلدان أخرى.

ويُركّز برنامج المنظمة الأوسع نطاقًا للأغذية والتغذية وسبل كسب العيش في أفغانستان على دعم أفقر 20 في المائة من الأسر في كل مديرية مستهدفة. ويحدّد البرنامج أكثر الاستراتيجيات جدوى وربحية لكسب العيش، بناءً على الظروف المحلية وإمكانات السوق. ويحصل المشاركون على دعم مخصّص يشمل مدخلات زراعية، ومجموعة أدوات تجهيز الأغذية، والتدريب على الأعمال التجارية، ممّا يعزز الإنتاجية وسبل العيش.

ومنذ أبريل/نيسان 2010، استفاد من البرنامج أكثر من 000 385 شخص في 16 مديرية في ثماني مقاطعات، وقدَّم الدعم لنحو 000 55 أسرة، تُعيل النساء نحو أسرة واحدة من كل ست أسر منها. وبتكاتف النساء والرجال معًا، تتحوّل الجهود الصغيرة النطاق إلى خطوات ثابتة نحو مزيد من التقدّم.

للمزيد عن هذا الموضوع

للمزيد من المعلومات

المنشور: مشروع ضمان الأمن الغذائي وسبل كسب العيش للأسر المعيشية (HFLS)

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: أفغانستان

الصور: مركز الوسائط الرقمية