Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

الوجبات المدرسية وقوتها التحويلية


معلّمة في السلفادور، وتلميذة في الجمهورية الدومينيكية، ومزارعة في غواتيمالا يربطهن الإيمان بأهمية الأغذية والتغذية في المدرسة.

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تُسهم التغذية المدرسية في تحسين جودة التعليم وتعزيز الروابط بين الأسر والتلاميذ والمجتمع المحلي، بما يكفل أن تُصبح العادات الغذائية الصحية حقًّا وممارسة. ©FAO/ Fran Afonso

12/03/2025

لم يسبق لمعلّمة من السلفادور وتلميذة شابة من الجمهورية الدومينيكية ومزارعة أسرية من غواتيمالا الالتقاء قطّ، ولكن قصة حياة كل واحدة منهنّ منسوجة حول القضية ذاتها.

فثلاثتهنَّ يؤمنَّ بأن الأغذية المدرسية الصحية تنطوي على قوة تحويلية، ويعملنّ من أجل تسخير هذه القوة.

ففي مجتمع كونسيبسيون دي أتاكو (Concepción de Ataco)، في أهواشبان (Ahuachapán) بالسلفادور، تحوّل ما بدأ كمهمة أكاديمية للمعلّمة Esmeralda Ruiz إلى رسالة سامية: غرس عادات الأكل الصحية في نفوس أفراد مجتمعها المدرسي.

وفي عام 2020، شاركت السيدة Esmeralda في دورة حول تهيئة بيئات مدرسية صحية ومستدامة. ونُظمت هذه الدورة بدعم من الشبكة المعنية بالتغذية المدرسية المستدامة (RAES) وبمساعدة فنية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، وحكومة السلفادور، ووكالة التعاون البرازيلية، والصندوق الوطني لتطوير التعليم في البرازيل، وذلك في إطار برنامج التعاون الدولي المشترك بين البرازيل والمنظمة.

وبفضل هذه الدورة، اكتسبت السيدة Esmeralda معلومات وظَّفتها في رفع مستوى وعي التلاميذ وأولياء الأمور بأهمية الأكل الصحي، ودمج الممارسات المستدامة في المناهج الدراسية لمجمَّع سان فرانسيسكو التعليمي الكاثوليكي. 

ونظَّمت فعاليات ومعارض لعادات الأكل الصحية في المدرسة، بالإضافة إلى محاضرات مصمّمة خصّيصًا لأولياء الأمور. ونُظِّمت زيارات للحديقة المدرسية حيث اطلع التلاميذ وأُسرهم على فوائد الأغذية، واستخدام المكونات الغذائية التي تأتى الكثير منها من مزارعين محليين، وتحضير وصفات صحية. 

وفي الحديقة المدرسية، يتعلّم الأطفال زراعة الأغذية، وأهمية اتباع نمط غذائي متوازن، والارتباط بالبيئة. وفي الوقت نفسه، تُدمج مهارات اللغة والرياضيات في "فصل دراسيّ أخضر".

وبالنسبة إلى السيدة Esmeralda، "فإن هذه الأنشطة تُسهم في تحسين جودة التعليم وتعزيز الروابط بين الأسر والتلاميذ والمجتمع المحلي، بما يكفل أن تُصبح العادات الغذائية الصحية حقًّا وممارسة يوميّة".

ومن خلال نهج متعدد الأبعاد في التعامل مع الأغذية والتغذية، تُحدث هذه المدرسة تحوُّلًا في عادات الأكل لنحو 600 تلميذ وأسرهم.

مدرسة Mata Limón في الجمهورية الدومينيكية هي واحدة من أكثر من 000 23 مدرسة في المنطقة نفَّذت منهجية المدارس المستدامة، وذلك في إطار برنامج التعاون الدولي المشترك بين البرازيل ومنظمة الأغذية والزراعة. الصورة إلى اليسار: ©FAO/Vanessa Olarte. الصورة إلى اليمين: © Keyla Mariano

الحدائق المدرسية تلهم التلاميذ في الجمهورية الدومينيكية

في الجمهورية الدومينيكية، اكتشف التلاميذ الشباب، مثل الشابة Keyla Mariano، قيمة الأغذية من خلال العمل بأيديهم في حدائقهم المدرسية.

وتدرس الشابة Keyla Jasmil Mariano، البالغة من العمر 13 عامًا، في مدرسة Mata Limón في مقاطعةMonte Plata في الجمهورية الدومينيكية. وعندما التحقت بالمدرسة، لم تكن مهتمة كثيرًا بموضوع التغذية، لكن ذلك تغيّر عندما شاركت في زراعة أغذية، مثل الطماطم والخس. وتوضّح قائلة بحماس "نحن نرى كيف تنمو الأغذية، والوقت الذي يستغرقه إنتاجها، وكيفية العناية بها... وأعتقد أنه من المهم جدًّا أن تكون للمدارس حدائق".

ومدرسة Mata Limón هي واحدة من أكثر من 000 23 مدرسة في المنطقة نفّذت منهجية المدارس المستدامة، التي وضعتها المنظمة بالتعاون مع وكالة التعاون البرازيلية، والصندوق الوطني لتنمية التعليم في البرازيل، في إطار برنامج التعاون الدولي المشترك بين البرازيل والمنظمة. وبدعم من المعهد الوطني لرفاه التلاميذ في الجمهوريّة الدومينيكيّة، تتضمن المنهجية حدائق مدرسية وتعليمًا حول الأغذية والتغذية.

ومن خلال نقاشات وأنشطة يقودها المعلمون، اطلعت الشابة Keyla على إنتاج الأغذية وبدأت في تناول الخضروات التي كانت تعزف عنها في السابق، مثل الكرنب. وباتت الآن تشارك معرفتها مع الأصدقاء والعائلة، مروّجة لعادات الأكل الصحية خارج البيئة المدرسية. وفي مدرستها، يشارك المجتمع المحلي، لا سيّما أولياء الأمور، بنشاط في إدارة التغذية المدرسية، ممّا يعزز الرابط بين التعليم والأسرة وعادات الأكل الصحية. والشابة Keyla هي واحدة من 300 تلميذ تعلّموا قيمة عادات الأكل الصحية بفضل الحديقة المدرسية.

أتاح انضمام شبكة من المزارعين الأسريين كموّردين لبرنامج التغذية المدرسية في غواتيمالا فرصة لهؤلاء المزارعين للحصول على دخل منتظم، ممّا عزز إنتاجهم وساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي. ©FAO/ Elizabeth Castellanos

سوق داعم للزراعة الأسرية

في غواتيمالا، وجدت السيدة Berbely Rodríguez، مزارعة أسرية، سوقًا منتظمًا لمنتجاتها من خلال برامج التغذية المدرسية، ممّا ضمن لها دخلًا يعيل أسرتها، ويوفر في الوقت نفسه أغذية طازجة لآلاف التلاميذ.

وفي بلدية تيخوتلا (Tejutla) في مقاطعة سان ماركوس (San Marcos)، بغواتيمالا، تُعدّ السيدة Berbely واحدة من بين 29 مزارعًا وجدوا مصدر دخل ثابتًا بعد تسجيلهم لدى وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأغذية، كجزءٍ من شبكة الموردين من المزارعين الأسريين في تيخوتليكو (Tejutleco). وقد مكّنهم هذا الطابع النظامي من تعزيز إنتاجهم الزراعي والمساهمة في إنعاش الاقتصاد المحلي لمجتمعهم المحلي.

وتعلّق السيدة Berbely بالقول "لم أعد أراه أمرًا صعبًا، لأننا أصبحنا نمتلك سوقًا مضمونة".

وتزوّد هذه الشبكة 131 مدرسة في البلدية بمنتجات. ويعمل في كل مدرسة خمسة منتجين يزرعون المحاصيل على مراحل لتلبية احتياجات المدارس. وتضيف السيدة Berbely قائلةً "هذه الأسر قبِلت التحدّي وشهدت تغييرًا اقتصاديًا كبيرًا. لقد غيّرت هذه الشبكة حياتنا".

وتعمل السيدة Berbely، جنبًا إلى جنب مع زوجها وأطفالها الثلاثة، في جميع مراحل الإنتاج، بدءًا من زراعة الخضروات والأعشاب العطرية وصولًا إلى تسليمها أسبوعيًّا إلى المدارس على مدى 36 من الأسابيع التي هي العام الدراسي في غواتيمالا. وتزوّد حاليًّا خمس مدارس يبلغ عدد طلابها 697 تلميذا.

ويحظى المزارعون الأعضاء في الشبكة بدعم أحد برامج الأمم المتحدة المشتركة، تموّله الوكالة السويدية للتعاون الدولي، وتنفّذه وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأغذية في غواتيمالا، بدعم فني من المنظمة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

وقد شهدت برامج التغذية المدرسية في أمريكا اللاتينية تقدّمًا في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع ملحوظ في عدد التلاميذ المستفيدين (نحو 80.3 ملايين تلميذ حاليًا)، وعدد الأيام المدرسية التي تُقدَّم فيها وجبات، وعدد البلدان التي اعتمدت قوانين خاصة بالتغذية المدرسية (ما يصل إلى ستة بلدان حاليًا)، إلى جانب تعزيز الروابط بين برامج التغذية المدرسية والمزارعين الأسريين.

وتضم الشبكة المعنية بالتغذية المدرسية المستدامة في عضويتها 17 بلدًا، وتعمل على تعزيز هذه البرامج بدعم من المنظمة وحكومة البرازيل، وتوسيع النطاق الجغرافي لهذه البرامج، وضمان زيادة تمويلها واستمراريته، إلى جانب الارتقاء بجودة الوجبات المدرسية.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الغذاء والتغذية المدرسيان

الموقع الإلكتروني: برنامج التعاون الدولي المشترك بين البرازيل ومنظمة الأغذية والزراعة

الموقع الإلكتروني: مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي