من منتج مخلل محلي إلى م ص د ر إقليمي: رحلة رائد أعمال سوري
متكني الشباب السوريني من إعادة بناء قدرهتم على الصمود وحتقيق بداايت جديدة من خالل فرص األعمال الزراعية.
.jpg?sfvrsn=7cf03e31_11)
قف السيد علاء خطاب، وهو رائد أعمال زراعي سوري، بفخر وسط رفوف من جرار المخللات التي تمثل رموز رحلته في مجال الأعمال الزراعية. وبدعم من برنامج نبتة التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، يقوم الآن بالتصدير على المستوى الإقليمي ويأمل في توسيع مشروعه لتوفير المزيد من فرص العمل لأفراد مجتمعه المحلي.
©FAO/AbdulRahman Al Kour
و يرفع عالء خطاب، البالغ من العمر 31 ا ً عام وهو يسري بني صفوف الرباميل الزرقاء، األغطية ليتفحص خياره املخلل. و يغرف حفنة منه إللقاء نظرة فاحصة مع انبعاث رائحة ماحلة منه يف اهلواء. و توجد خلفه فسيفساء ملونة من جرار املخلالت الطازجة موضوعة بشكل أنيق على الرفوف.
ملخلالت هي من التوابل احملبوبة يف مجيع أحناء العامل وهي عنصر أساسي يف املطبخ السوري والشرق أوسطي، مما يضفي نكهة منعشة على أطباق مثل الشاورما ولفائف الفالفل. و يتم حتضريها عادة عن طريق نقع اخلضار مثل اخليار واللفت والليمون يف املاء املاحل واخلل والبهارات لعدة أايم يف أوعية حمكمة اإلغالق
و يقول عالء: "لطاملا اعتقدت أن التخليل سيكون عملي مدى احلياة. و الناس يف كل مكان يستمتعون ابملخلالت و قد أردت أن أوفر هلم منتجات عالية اجلودة".
و بدأ عالء بربميل واحد وبعض اخليار، مث أنشأ مشروعه الصغري يف حمافظة درعا يف اجلمهورية العربية السورية بعد وقت قصري من حصوله على شهادة يف اهلندسة الغذائية يف عام .2016 ومع ذلك، واجه حتدايت بسبب آاثر األزمة اليت طال أمدها يف البالد، و اقتصاد غري مستقر وحمدودية الوصول إىل األسواق. كما أنه كان يفتقر إىل املهارات اإلدارية واألموال، مما اضطره إىل تعليق أعماله
عالء مل يستسلم ع لكن لى الرغم من هذه النكسات . وبعد أن أدرك الثغرات يف مشروعه وإمكاانته، سعى إىل احلصول على توجيهات لكنه مل يكن يعرف إىل من يلجأ إىل أن اطلع على برانمج نبتة .
و يف عام ،2023 انضم عالء إىل برانمج نبتة )ومعناها ا أي شتالت نباتية ابللغة العربية(. و يساعد الربانمج الذي أنشأته املنظمة يف اجلمهورية العربية السورية يف عام ،2021 رواد األعمال الشباب على حتويل أفكارهم إىل أعمال زراعية انجحة وتعزيز اإلنتاج الزراعي. ويتم تنفيذه يف إطار برانمج مشرتك لألمم املتحدة بدعم من االحتاد األورويب وحكوميت إيطاليا والنرويج.
ويعتمد أكثر من نصف السكان يف اجلمهورية العربية السورية على الزراعة لتحقيق األمن الغذائي والدخل. ومع ذلك، أدى التضخم وارتفاع أسعار املواد الغذائية ونقص املدخالت الزراعية وتغري املناخ إىل اخنفاض الغالت وترك الكثري ين حباجة إىل املعونة اإلنسانية. وابإلضافة إىل ذلك، ال تزال فرص العمل ورايدة األعمال للشباب حمدودة، خاصة يف املناطق الريفية.
و عالء هو واحد من 467 من رواد األعمال الزراعيني يف برانمج نبتة الذين أثبتوا كيف ميكن للشباب السوريني املسامهة يف حتسني اإلنتاج الزراعي واالرتقاء مبجتمعاهتم احمللية عندما حيصلون على أوجه التدريب واملوارد املناسبة. و قدا كتسب، من خالل الربانمج، مهارات يف جمال األعمال الصغرية النطاق وحصل على منح لشراء مدخالت لتجهيز األغذية. وهو يدير اآلن وحدة إلنتاج املخلالت توظف عشرة عمال من منطقته وعقد شراكة مع مهندس لألغذية من أجل تنويع إنتاجه والوصول إىل أسواق جديدة. ً وقد أنتج خالل املوسم احلايل 27 طنا من املخلالت و قام بتصدير بعضها إىل دولة اإلمارات العربية املتحدة.
و يقول عالء: "لقد حققت ا إجناز ا ً قائال:ً رائع يف غضون عام واحد فقط". ويضيف "حلمي اآلن هو توسيع نطاق عملي وتوظيف املزيد من األشخاص من جمتمعي احمللي".